محمود السبع Admin
عدد المساهمات : 818 السٌّمعَة : 14 تاريخ التسجيل : 23/05/2010 العمر : 66
| موضوع: أركان الاستنباط من القرآن الكريم السبت نوفمبر 13, 2010 9:36 am | |
| أركان الاستنباط من القرآن الكريم
أركان الاستنباط
1- النص.
2- المستنبِط.
3- طريق الاستنباط.
4- المعنى المستنبَط.
تنبيه: النصّ: القرآن الكريم؛ فإذا كان الاستنباط من التفسير فلا يعتبر ذلك استنباطاً من نص القرآن.
مثاله: قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله), قبلها: (كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين).
ذكر ابن كثير -رحمه الله- عند هذه الآية قصة عابد بني إسرائيل الذي آل به الأمر إلى الكفر آخر عمره؛ والاستنباط من هذه القصة التي ذكرها ليس استنباطا من القرآن؛ فالاستنباط ينبغي أن يرتبط بنص القرآن.
النص القرآني على قسمين:
1- النص الواضح الذي لا يحتاج إلى تفسير.
مثل: (أقيموا الصلاة), (هو الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم), (الحمد لله رب العالمين)، وهنا يكون الاستنباط من النّص مباشرة؛ بحيث يعمل المستنبط ذهنه في النّص لاستخراج مكنونه بطرق الاستنباط المختلفة.
2- النّصوص الخفيّة التي فيها كلمات تحتاج إلى شرح وبيان؛ فكلّ ما يدخل في درجات الخفاء عند الأصوليّين يكون من النص الخفيّ غير الواضح.
مثل: كلمة الرّهان في قوله تعالى: (وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة)-مسألة الخفاء يتفاوت النّاس فيها, فما يراه البعض خفيّا لا يكون كذلك عند آخرين؛ فهي مسألة نسبيّة ليست على حدّ واحد-وللاستنباط من النصوص الخفيّة فلا بد أوّلاً من تحرير المعنى والتّفسير الصّحيح للآية قبل استخراج المعنى.
فالشرط الوحيد للنص: أن يكون المعنى الذي بني عليه الاستنباط صحيحا؛ ولو كان المعنى خاطئا فسينبني عليه استنباطا خاطئا.
أمثلة للاستنباط من المعنى الواضح:
استنباط صحيح: قوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام: (اجعلني على خزائن الأرض) يستنبط منها: جواز طلب الولاية لمن كان أهلا لها.
طريق الاستنباط: الاستنباط من أفعال الأنبياء.
(قاعدة: كلّ ما ورد في القرآن من أفعال الأنبياء فهو محل للقدوة؛ إلا إذا جاء في القرآن أو السنّة ما يخالفه)
ويمكن أن يستنبط أيضا: جواز التولي للظالم (التولي عند ظالم) -كما فهمت-وهو استنباط صحيح.
استنباط خاطئ: مثاله الاستنباط من قوله تعالى: (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) استنبط منها بعض الفرق: أن العمل غير الإيمان. وأنّ الإيمان في القلب, وليس من العمل, وهو مذهب المرجئة.
اعتمادا على قاعدة: العطف يقتضي التغاير.والصحيح أن هذه القاعدة ليست مطردة.ولتقرير صحة الاستنباط ينبغي تقرير صحة القاعدة التي بني عليها.
أمثلة للاستنباط من الآيات خفية المعنى:
قوله تعالى: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) -يمكن أن تكون خفيّة من ناحية وجود بعض الكلمات خفيّة المعنى؛ والخفاء أمر نسبيّ-.استنبط منها العلماء قاعدة: درء المفاسد، وهو استنباط صحيح مبنيّ على تأمّل علل أفعال الله تعالى وعلل الأوامر والنّواهي؛ فعلّة النّهي هنا عدم الوقوع في مفسدة أعظم، وهي سبّ الله تعالى.
وقاعدة: درء المفسدة مقدّم على تحصيل المنفعة قاعدة مطّردة.
ومنها: (وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة)، استنبط منها بعضهم: أنّ الرّهن لا يجوز إلا في السّفر.
والرّهن: مقابلة الدّين بعين.
طريق الاستنباط: الشّرط -وهو أحد أنواع مفهوم المخالفة-.
وهذا الاستنباط باطل, لمخالفته ما هو أرجح منه, فهو قد خالف نصّاً صريحاً هو أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد توفي ودرعه مرهونة عند يهودي, وهذا في الحضر. وفعله يدلّ على الجواز، وهو مخالف لهذا الاستنباط.
من الأمثلة كذلك: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق)
رجالا: جمع راجل وهو عكس الراكب.
والضامر: الناقة التي تضمر من شدة السير.
فج: الطريق بين جبلين.
استنبط منه أن الراجل أفضل من الراكب.
وطريق استنباطهم: أنّ التقديم يدلّ على الأفضلية، وليس هذا صحيحا؛ (يا معشر الجن والإنس), (هارون وموسى) فهذه القاعدة غير مطردة، وقد خالف هذا الاستنباط فعل الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فقد حجّ راكباً, وفعله صلى الله عليه وسلم أفضل من فعل غيره, وهو محلّ القدوة.
من الأمثلة أيضا: (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء) استنبط منها العلماء معنى في غاية الدّقة, قالوا: أنّ الرجل إذا حلف أن لا يكلم شخصا فأرسل إليه برسالة مكتوبة فقد حنث؛ لأن الله تعالى جعل إرسال الرسول نوعا من الكلام! والرسالة المكتوبة كالرسالة اللفظية كما في القاعدة الفقهية.
الرّكن الثاني:
المستنبِط؛ ولا بدّ فيه من شروط:
1- صحة الاعتقاد: ويعنى بها أمرين فقط -لا يدخل فيها المخالفة في بعض أمور القعيدة- والأمرين هي:
أولا: صحة مصادر التلقي؛ فيعتمد المصادر الصحيحة عند أهل السنة, وهي الكتاب والسنة والإجماع.
ثانيا: صحة القصد؛ فنيّته طلب الحق لا أن يستخرج منه ما يوافق هواه.
الأمثلة:
قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا). قال بعض الرافضة: هذا نص في ولاية علي رضي الله عنه. ووجه الدلالة عندهم أن تفسير (الذين آمنوا ) هو علي رضي اله عنه.
وهذا خطأ في التفسير, وبالتالي خطأ في الاستنباط،ثم إنهم اعتمدوا على مصادر مكذوبة؛ حيث لم يثبت ذلك في المصادر الصيحة المعتمدة عند أهل السنة والجماعة،وهو أيضا مثال لتتبع الهوى.
مثال آخر: (اركض برجلك) استنبط منها بعض غلاة الصوفية: جواز الرقص عند ذكر الله تعالى.فعدم اعتمادهم على المصادر الصحيحة أدى إلى هذا الخطأ.
تنبيه: ليس كل من خالف في باب العقيدة يرد استنباطه, وإنما ذلك على وجهين:
الأول: أن يكون استنباطه في باب مخالف, كالجبرية أو القدرية في باب القدر, أو المعتزلة في رؤية الله تعالى في الآخرة؛ فالاستنباط باطل لتعلقه بعقيدة المستنبط الباطلة. مثاله: (واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون) استنبط منها الزمخشري -عفى الله عنه- أنّه لا شفاعة يوم القيامة؛ وهذا معلوم من عقيدة المعتزلة بناء على اعتقادهم بأنّ صاحب الكبيرة خالد مخلد في النار.واعتقاده الباطل أثر على ردّه لنصوص صحيحة!
مثال آخر: (وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة) يستنبط منها الزمخسري أنّ رؤية الله مستحيلة؛ فالله تعالى عاقبهم لأنهم طلبوا ما لا يحل لهم, وهذا أمر متعلق بعقيدته!
الوجه الثاني: أن يكون الاستنباط في غير الأبواب المخالفة. كالأخلاق, أو الفقه, أو السلوك.. فاستنباطه مقبول بعد عرضه على بقيّة الشروط.
مثاله:قصّة بقرة بني إسرائيل؛ استنبط الزمخشري أن يحسن الإنسان ما يتقرب به إلى الله, فالله عز وجل قد اختار من البقر أحسنها.وهذا استنباط لا علاقة له باعتزاله فيقبل بعد عرضه على بقية الشروط.
2- معرفة التفسير الصحيح.
3- العلم باللغة العربية.
4- معرفة طرق الاستنباط.
| |
|