السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أوقات الصلاة دقائق غالية، يقف خلالها المسلم مناجياً الله تباركت أسماؤه، ومن ثَمَّ ينبغي أن يترك المسلم الدنيا بمشاغلها وزينتها وراء ظهره، وأن يُقبل على الله في خشوعٍ وخضوعٍ قاصداً وجهه الكريم، وراغباً في مرضاته.
إن الله ربط مدح المصلين بخشوعهم حين قال: { الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون:2]
الأخوة الكرام
إن فهم الطريقة التى تعمل بها دماغنا (العقل الواعى والعقل اللاواعى ) يفسر لنا الكثير من السلوكيات
وكلما أطلعت على موضوع فى التنمية البشرية أو نظرية ، أرجع الى احاديث النبى وسيرته لأجد الأصول فيها
سوف اتناول فى هذا الموضوع بأذن الله علاقة لاعقل الواعى واللاواعى بالخشوع فى الصلاة من خلال دراستى للبرمجة اللغوية العصبية
أولاً أحب أن أعطى معلومات عن العقل الواعى واللاواعى :
لا يفتكر أحد أننا نملك عقلين
ولكن هما نشاطين من انشطة الدماغ
فلقد اثبتت البحوث العلمية أن للأنسان نشاط عقل واعى يدرك الأمور ويفرق بين الصح والخطأ ويحلل ويمنطق الاشياء
وهو لا يستطيع ان يفكر إلا فى فكرة واحدة فى الوقت الحالى
العقل اللاواعى : وهو مخزن للتجارب والخبرات والمشاعر ، ويتحكم فى الافعال اللا أرادية للأنسان كدقات القلب والحرارة
كما أنه يحمى ويحافظ على جسد الأنسان ويعمل 24 ساعة ويكون فى قمة نشاطه فى مرحلة النوم والأسترخاء
العقل الواعى بالنسبة للاواعى : العقل الواعى هو المبرمج للعقل اللاوعى فهو كقائد له ويشبه بسائق الفيل ، والعقل اللاواعى يقبل كل ما يمرره له الواعى ويخزنه ، وبما ان العقل اللاواعى هو المتحكم فى معظم سلوكياتنا 90 % منها فالعقل الواعى له دور مهم
هذه المعلومات سريعة ولمن يريد اكثر يمكنه البحث على النت فهى متوفرة
الخشوع فى الصلاة ( وكيف تتحول الصلاة من عبادة لعادة )
إن فهمنا أكثر لعمل العقل الواعى واللاواعى يفسر الكثير
وسنعرض على حضراتكم تباعاً أهم ما توصلت أليه من محالة فهمى للأسباب التى تؤثر على الخشوع فى الصلاة
ونبدأ بتحول العبادة لعادة ؟؟؟؟
لو حضرتك تفتكر عندما كنت تتعلم شئ لأول مره ( كمبيوتر - سواقه - الكتابة )
كنت فى البداية دقيق جدا فى كل خطوة ،وتركيزك عالى جدا فى أدائك
لكن مع التكرار بدأت تتقن المهارة وتفعلها بدون وعى تلقائى ، وحتى لا تفكر فى الخطوات
تفسير ما يحدث : العقل الواعى يعمل معك فى البداية حتى تتقن المهارة أو السلوك ، فتتحول من الواعى الى اللاواعى بقانون التكرار الذى يعمل به العقل اللاواعى فتتحول الى عاده نقوم بها بدون وعى لخطواتها
وهنا قانون العادات
ويقول أى سلوك تكرره أكثر من مره يتحول الى عادة تؤديها بلا وعى
اعتقد الأن أن حضراتكم بدأتم تدركوا ماذا يحدث لنا فى الصلاة
الصلاة تكرر خمس مرات فى اليوم ، وفى كل صلاة أكثر من ركعه
وبقانون التكرار تتحول الصلاة من عبادة الى عادة تؤدى بالعقل اللاواعى
وهذا يفقد الخشوع فى الصلاة
فأنت لا تدرى كم ركعه صليت
أو ماذا قرأت بعد الفاتحة
وحتى الفاتحة تقرأها ولا تركز فى معانيها
وبهذا نستطيع ان نفهم القصد من الحديث
ليس له من صلاته إلا ما عقل
الخلاصة : للخشوع فى الصلاة :
1- ان تصلى بالعقل الواعى وكأنك تؤديها فى كل مرة كأنها أول مرة
2- أن تنتبه بعقلك الواعى لحركاتك ، وقرأتك 3- استحضر خشية الله بوعيك ، بأنك واقف أمام الله 4- لا تجعل صلاتك عادة بل عبادة
فى المرة القادمة سنتكلم عن اسباب السرحان فى الصلاة وتشتت الفكر ؟؟؟؟؟؟؟؟
بسبب العقل اللاواعى
إبراهيم الفقي